عدد المساهمات : 188تاريخ التسجيل : 29/11/2009 العمر : 54
موضوع: تاريخ زخرفة الملابس فى مصر الجمعة أكتوبر 15, 2010 11:03 pm
تاريخ زخرفة الملابس فى مصر
يعتقد الكثيرون بأن قدماء المصريين كانوا يرتدون ثيابا بسيطة. وكثيرا ما كانت الثياب تستخدم كخلفية لحلي معقدة، ولكنها كانت تلعب أيضا دورا مكملا. وكانت الحليات من الخرز والوريدات والترتر تثري مظهر الثياب. والوريدة هي حلية أو شارة مصنوعة من الشريط أو الحرير المطوي أو المجمع على نحو يشبه الوردة. واستخدم الخرز، خاصة على شكل الحلي، عبر الحضارة المصرية؛ من عصور ما قبل التاريخ، فصاعدا: ولكن عثر عليها أحيانا وقد حيكت في الثياب، كما أنها كانت في النادر تنسج في القماش. وقد أصبح التطريز شائعا في بداية فترة القرون الوسطى؛ وإن كان قد عثر على قصاصات قليلة يرجع تاريخها إلى عصر الأسرات. و”الأبليك” من الطرز الفنية الأخرى التي ظهرت في الدولة الحديثة، وارتبط عادة بالثياب الملكية. والأبليك طريقة لتثبيت زخرفة في قطعة نسيج أكبر. ومن أشكال الأبليك ما ينطوي على استخدام أنواع مختلفة من الضفائر لزخرفة الثياب. وأحيانا ما تكون للضفائر أهداب بطول الحواف؛ وفي تلك الحالة كانت الضفائر توضع على الحواف الخارجية لقطعة القماش. وفي غيبة الأهداب، فإن الضفائر كانت تحاك عبر القطعة أو على الحواف. وكانت الثياب تزخرف أيضا بالطيات، ويرجع تاريخ أقدم مثال لذلك، وهو لثوب زين أفقيا بالطيات؛ إلى الدولة القديمة. ومن الأمثلة بالغة التعقيد، ثوب بالمتحف المصري يحمل ثلاثة أنواع مختلفة من الطيات. فهذا الثوب مزخرف بمجموعة من الطيات البسيطة التي تفصلها سنتيمترات قليلة؛ ومجمعة من الطيات المتقاربة المتلامسة؛ وجزء بطيات على شكل سلسلة سمك الرنجة. وفي هذا النوع الأخير تظهر طيات خطوط رأسية على أبعاد منتظمة، ثم طيات خطوط أفقية تشكل معا أشرطة بها شارة أو حلية؛ أو زخرفة تتخذ شكل الرقم (. كما طليت عدة قطع من الكتان، باقية من الدولة الحديثة وما بعدها؛ وتحمل رسوما بأشكال تتباين درجاتها من التعقيد.
زخرفة المنسوجات في العصر الاسلامى
تعد الزخرفة بالطباعة والصباغة من الطرق الصناعية التي عرفتها مصر في العصر الإسلامي والتي كان لها جذور منذ العصر الفرعوني ثم في العصر البطلمي ثم الروماني واستمرت في العصر القبطي. وكانت عملية الطباعة تتم بواسطة قوالب مصنوعة من الخشب تحفر عليها الزخارف المراد طباعتها ثم تغمس في الأصباغ وتطبع على قطع النسيج. إذا كانت الزخارف المحفورة على القالب بارزة فإنها تظهر على النسيج بلون الأصباغ المستعملة، أما إذا كانت الزخارف غائرة على القالب الخشبي فإن الزخارف تأخذ نفس لون النسيج بينما يأخذ الإطار المحيط بها لون الأصباغ المستخدمة. أما الشمع فكان يستخدم لتغطية المساحات والزخارف التي لا يراد صباغتها بلون معين. ومن مواد الصباغة التى استعملها صناع المنسوجات عدة أصباغ طبيعية، وتنقسم مواد الصباغة التي استخدمت في أوائل العصر الإسلامي إلي قسمين: القسم الأول وهى بعض الأصباغ النباتية، ومن أهمها الجهرة، وهي صبغة صفراء تميل إلى الاخضرار، والزعفران، والعصفر، والكركم، والشلجم وهو نبات عصارته حمراء داكنة. والكركم هو نبات إستوائي ينتج عن طحن جذرة لون أصفر. والقسم الثاني، وهي بعض الأصباغ الحيوانية، وتؤخذ من بعض الحشرات والديدان، مثل اللعلى وهي صبغة حمراء تؤخذ من حشرة تنمو على أشجار صمغية، وصبغة حمراء تؤخذ من الدودة القرمزية. ولقد ورد أسماء عدد من الصباغين الذين زاولوا مهنة الصباغة، مثل أحمد بن إبراهيم الصباغ، الذى توفى سنة 351 هـ/1132م، وعبد الغنى بن جعفر الصباغ، وغيرهم الكثير. كما كانت تتم زخرفة المنسوجات أيضاً بالتطريز بعد أن يتم صناعتها، وتستخدم إبرة الخياطة فى عمل غرز التطريز وتستخدم فيها خيوط من مادة أغلى من مادة قطعة النسيج، وتستخدم الخيوط الحريرية من أنواع متعددة فى أغلب الأحيان. واستمرت هذه الطريقة فى مصر حتى نهاية العصر العثمانى. ومن أساليب الزخرفة أيضاً، الزخرفة بالإضافة. ويتم هذا النوع من الزخرفة بإضافة قطع صغيرة من النسيج على مساحة كبيرة تختلف عنها فى اللون وفى المادة فى أغلب الأحيان. ويتم تثبيتهم بواسطة إبرة الخياطة وبغرز مختلفة. ويشتهر هذا النوع من الزخرفة فى مصر باسم “الخيمية” والذي أطلق فيما بعد على المنطقة التى يتركز بها صناع هذا النوع من المنسوجات وهى منطقة الخيمية. كما استخدمت الإبرة فى التطريز والإضافة وغيرها من مراحل إعداد المنسوجات.